رغم ذلك فإن الكويت تأبى إلا أن تحافظ على صدق مواقفها، ونبل أخلاقها، وطهارة انتسابها، وأصالة انتمائها، وأن تكون وفيةً لمبادئها، ومحافظةً على أخلاقها، وصادقةً مع نفسها، ولا تقبل أن تتخلى يوماً عن فلسطين، أو أن تتأخر عن نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه، ومساندته ودعمه، وتأييده في حقوقه ومقاومته، لإيمانها أن فلسطين هي قضية الحق ورسالة السماء، وأن نصرتها واجبة والدفاع عنها عبادة.
بقيت دولة الكويت للفلسطينيين رغم الجرح الغائر في تاريخها الحديث الوطن الرؤوم، والحاضنة الأولى للثورة الفلسطينية، والأم الحنون لقادتها التاريخيين، الذين أقاموا وعملوا فيها، وأسسوا على أرضها ثورتهم المعاصرة الأولى، التي عاش فيها وانطلق منها أغلب القادة التاريخيين للثورة الفلسطينية المعاصرة، ومنهم ياسر عرفات وأبو إياد وأبو جهاد، وعشراتٌ آخرون من قادة الثورة الفلسطينية، وفيها نشأت قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأولى، ومنها انتشرت واتسعت، واشتد ساعدها وقويت شوكتها، وغدت حركة مقاومةٍ قويةٍ، باعها طويل، وبأسها شديد، وعطاؤها ممدود وتضحياتها بلا حدود.
في كل يومٍ تظهر دولة الكويت موقفاً جديداً يضاف إلى سجل مواقفها الخالدة، ويندرج تحت سياستها الأصيلة، يعلي مقامها ويرفع درجتها، ويسمو بها وشعبها، فهي لم تكتفِ فقط بمواقف وتصريحات، وكلمات وخطابات رئيس مجلس أمتها النارية، الذي اعتاد على الانتصار لفلسطين وأهلها في كل المحافل الدولية، ودأب على مهاجمة الكيان الصهيوني وتعريته، واعتاد على ادانتها وتوجيه الاتهام لها، والإصرار على أنها دولة احتلالٍ عنصريةٍ قاتلةٍ، ينبغي عزلها ومحاسبتها، ومحاكمتها ومعاقبتها، بسبب جرائمها الفاحشة وسياستها الظالمة ضد الشعب الفلسطيني، حتى غدا رئيس مجلس أمتها مرزوق الغانم رمزاً للأمة المقاومة ونوابها الثوار.
ومن قبل كان أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكل أمرائها السابقين كما الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، يؤيدون القضية الفلسطينية ويدعمون أهلها، ولا يتأخرون عن نصرتها وتقديم العون لها، ويصرون على العمل من أجلها والدفاع عنها، والقيام بواجبهم تجاهها في السياسة والإعلام، وفي الأرض والميدان، وفي الوطن والشتات، وفي تقديم الدعم المادي والرعاية الأخوية، فاستحق شيوخها من الشعب الفلسطيني كل حبٍ وتقديرٍ ووفاء، وهو ما أبدوه صادقين عند وفاة أميرها، إذ حزنوا لرحيله، وفتحوا سرادقات العزاء من أجله، وزاروا سفارات بلده في أغلب الدول لتقديم أصدق آيات العزاء بوفاته.
تتوالى مواقف دولة الكويت الرائدة، الناصعة الصادقة، فهي في زمن التردي والانحطاط الرسمي العربي، الذي تتدافع فيه الأنظمة العربية نحو الكيان الصهيوني اعترافاً وتطبيعاً وتعاوناً، وقبولاً وتفضيلاً ورعايةً، فإنها ترفض تقليدهم واتباع خطواتهم، وتصر على مواقفها الأصيلة ومبادئها الثابتة، التي تأبى الاعتراف بالكيان الصهيوني، وترفض الاعتراف به أو التطبيع معه، وتصر على مواقفها وتدافع عن سياساتها، رغم أنها تدين بالكثير إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعاونت معها وخدمتها، وساهمت في تحريرها واستعادتها، إلا أنها ترفض أن تدفع لها الثمن من عفتها وكرامتها، وتصر على الحفاظ على شرفها القومي وطهرها الوطني.
تصر دولة الكويت حكومةً وشعباً، وقوىً ونواباً، ونخباً إعلامية وثقافية، على رفض استخدام مفردة "إسرائيل"، والإصرار على تسميتها بالكيان الصهيوني، وتصفها دائماً بالعدو الغاصب المحتل القاتل، وهو ما دعا مؤخراً صحيفة القبس الكويتية، إلى تقديم الاعتذار الصريح والشفاف، إلى شعبها الكويتي وأمتها العربية والإسلامية، وإلى الشعب الفلسطيني الشقيق، عن الخطأ الذي ورد سهواً في صفحاتها، ضمن خبر قائمة الدول الأسرع تطعيماً ضد وباء كورونا، حيث ذكرت من بينها "إسرائيل" بدلاً من "الكيان الصهيوني"، وقد ساءها كثيراً الخطأ الذي وقع فيه محرر الخبر، رغم أنه نقله عن وكالات الأنباء العالمية.
وما زالت الكويت ترفض المشاركة في أي محفلٍ يشارك فيه إسرائيليون، وتقاطع كل نشاطٍ سياسي وإعلامي، وفني وثقافي، ورياضي واقتصادي، يدعون إليه أو يشاركون فيه، وتتنازل عن كل المباريات والأنشطة التي تأتي القرعة بهم معهم، ويصر أهلها على عدم زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى في ظل الاحتلال، ويتمسكون بحقهم في زيارتها والصلاة في مسجدها إذا تحرر وتطهر، وهم في موقفهم القومي الرائع سواء، سنةً وشيعةً، متدينين وعلمانيين، ففلسطين في ثقافتهم إيمانٌ، وفي دينهم عقيدة، وفي حياتهم عهدٌ ووعدٌ.
إنها الكويت واحدةٌ من القلاع العربية الأصيلة، التي بقيت على مواقفها، وحافظت على أصالتها، في زمن الانهيار العربي المشين والانحدار الرسمي المعيب، فألف تحيةٍ لها، وكل الشكر والتقدير منا جميعاً، عرباً ومسلمين وفلسطينيين، لأميرها وشعبها، ونوابها ونخبها، ونسأل الله عز وجل أن يحفظها وأمنها، وأن يبقيها وأميرها، وأن يجعلها سخاءً رخاءً، أرض الجود والكرم، وبلاد الخير والعطاء.
بيروت في 16/1/2021
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar