من المستبعد ان يكون احياء عملية السلام، او محاولة انقاذ حل الدولتين هو الهدف الرئيسي لزيارة السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري مثلما هو معلن، وانما الغطاء الذي يخفي الاهداف الحقيقية لها، وابرزها تعزيز العلاقات، وتسخين درجة حرارة “التطبيع″، والاستعانة بالعلاقات الاسرائيلية الوثيقة مع دول حوض النيل التي ارست دعائمها الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقليص خسائر مصر، والتمهيد لزيارة الاخير الرسمية المتوقعة الى القاهرة.
هذه هي الزيارة الاولى لوزير خارجية مصري الى “القدس المحتلة” منذ تسع سنوات، وكان الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك (لم يزر فلسطين المحتلة الا لساعات للتعزية في وفاة اسحق رابين) يحرص ان يكون رئيس مخابرات عهده عمر سليمان هو قناة الاتصال، وليس وزير الخارجية لحصر العلاقة في الجانب الامني فقط، وهذا لا يعني انه لم يكن المطبع الاكبر، والحافظ لارث السادات واتفاقات كامب ديفيد.
المنطق يقول انه كان يجب على السيد شكري، او حتى الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، ان يطير الى الخرطوم والعواصم الافريقية الاربع التي زارها نتنياهو في جولته الافريقية الاخيرة، وهي اوغندا ورواندا وكينيا واثيوبيا، اي دول حوض النيل، لتطويق آثار جولة نتنياهو واخطارها، ولكن ما هو واجب شيء، وما يحدث شيء آخر مختلف كليا للأسف.
الاستقبال الحار الذي لقيه نتنياهو في الدول الافريقية الاربع يعكس عدة امور اساسية لا بد من التوقف عندها:
اولا: الغياب العربي الكامل، والمصري خصوصا، عن القارة الافريقية في وقت يتعاظم فيه الاهتمام الدولي بهذه القارة، وخاصة من قبل اوروبا وامريكا والصين وروسيا (امريكا دشنت قاعدة عسكرية لها في السنغال قبل ايام).
ثانيا: تسلل اسرائيل الى القارة وملئها الفراغ الناتج عن الغياب العربي المذكور، وتحقيقها انتصارا كبيرا لم تحلم به.
ثالثا: القاء اسرائيل كل ثقلها المالي والتقني والسياسي خلف الدول الافريقية الاربع في حرب المياه المقبلة والوشيكة ضد السودان (دولة الممر) ومصر (دولة المصب)، واستعدادا لتوسيع دائرة نفوذها في بقية دول القارة.
كان لافتا ان الاستقبال الاكثر حرارة الذي حظي به نتنياهو في جولته الافريقية جاء من قبل اثيوبيا وحكومتها التي تعتزم اكمال المرحلة الاولى من سد النهضة العام المقبل، حتى انها اي حكومة اديس ابابا، تعهدت بدعم استعادة اسرائيل لعضويتها كمراقب في الاتحاد الافريقي التي حرمت منها عام 2002 بحل منظمة الوحدة الافريقية.
المعاهدات الدولية المتعلقة بمياه الانهار تنص حرفيا ان مياه النيل او اي نهر آخر، هي ملك دول الحوض فقط، ولا يمكن ان تذهب الى اي دولة خارجة الا بموافقة هذه الدول، وهذا ينطبق على مصر والسودان خارج دول الحوض.
معاهدة عام 1959 التي وقعتها مصر والسودان تنص على منح مصر حوالي 55 مليار متر مكعب سنويا، والسودان 18 مليار متر مكعب، من مجموع 86 مليار متر مكعب هي مجموع مياه النيل، اي ان مصر تحصل على اكثر من 80 بالمئة من هذه الحصة الاجمالية وتتبخر حوالي عشرة مليارات اثناء الرحلة من المنبع الى المصب، وهناك رفض من دول الحوض لهذه المعاهدة، وعدم الاعتراف بها، ومعارضة اي تعديل لها.
التقديرات الاولوية تقول ان مصر قد تخسر ما مجموعه 12 – 20 مليار متر مكعب من المياه سنويا بعد اكتمال بناء سد النهضة الاثيوبي، حيث تأتي 85 بالمئة من مياه النيل من المرتفعات الاثيوبية وجوارها عبر النيل الازرق، بينما تأتي النسبة المتبقية من بحيرة فيكتوريا في اوغندا، وانخفاض حصة مصر بهذا القدر، يعني انخفاض، او تراجع انتاج الكهرباء في سد اسوان من 25 – 40 في المئة، وربما لهذا السبب هدد جميع قادة مصر ابتداء من محمد علي، الذي اسس وحدة تدخل سريع، ومرورا بالرئيس جمال عبد الناصر، وانتهاء بالرئيس محمد مرسي باعلان الحرب في حال المساس بحصة مصر من مياه النيل (الرئيس مرسي هدد بقصف سد النهضة).
نتنياهو الذي وقّت زيارته الى اوغندا مع مرور الذكرى الاربعين على عملية عنتيبي التي قتل فيها شقيقه يوان على ايدي مجموعة فدائية فلسطينية خطفت الطائرة الفرنسية التي كانت تقل ركابا اسرائيليين عام 1976 واختار ان تهبط طائرته في المدينة نفسها، اراد ان يبعث برسالة صريحة ومزدوجة الى الزعماء العرب تقول قد خرجتم من النافذة وها نحن نعود الى افريقيا من الابواب حاملين معنا المال والتكنولوجيا والسلاح والخبرات الامنية والعلاقة القوية مع امريكا وروسيا معا، فماذا يمكن ان تقدمون انتم؟
عندما كان العرب عربا، ويحكمهم رجال اصحاب بأس وكرامة، وينضحون وطنية وشهامة، لم يجرؤ نتنياهو او غيره على زيارة افريقيا، ولكن الآن تغير الحال، واصبح وزير خارحية مصر العظمى يذهب الى القدس المحتلة طالبا وساطة نتنياهو لتقليص اخطار سد النهضة على بلاده وشعبها.
انه زمن رديء، بل موغل في الرداءة، ما كنا نتوقع ان نراه او نتوقعه ناهيك ان نعيشه.
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar