الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
أيها المسلم احذر التصوف
الصوفية والتصوف
إن أمر التصوف كله مختلف فيه ، فكما أختلف في أصله واشتقاقه ، وحده وتعريفه ، بدئه وظهوره ، وفي أول من تسمى به وتلقب به ، كذلك اختلف في منبعه ومأخذه ، ومصدره ومرجعه ، فتشعبت الآراء وتنوعت الأقوال ، وتعددت الأفكار ، فزعم بعض الصوفية : إنه إسلامي بحت في مبادئه ومناهجه ، وأصوله وقواعده ، وأغراضه ومقاصده ، حتى في مواجيده وأناشيده ، ومصطلحاته ومدلولاته ، وهذا هو إدعاء الصوفية ومن والاهم وناصرهم ، ودافع عنهم ولكن هذا ابعد الوصف عن حقيقة واقعهم المعاصر وعن ممارساتهم المعلنة والباطنية .
وقال معظم علماء المسلمين : لا علاقة للتصوف والصوفية بالإسلام أي علاقة ، قريبة ولا بعيدة في اليوم الذي نشأ فيه ، ولا بعد تطوره ، وهو أجنبي عنه كاسمه ، فلذلك لا تجد أي مصدر من مصادر التصوف مآخوذه من القرآن والسنة وإرشاداتهما ، بل تجد افكارهم ومعتقدهم في الفكر الأجنبي الإغريقي والغنوصي والبوذي ، وهو رأي أكثر علماء المسلمين والفقهاء والمتكلمين من أهل السنة من المتقدمين ، ومن المستشرقين ، والكثير من الباحثين والمفكرين المتحررين من الجمود وعصبية التقليد ، بان مصادر معتقد الصوفية من هي أصل إغريقي وغنوصي وبوذي هندوسي .
وقالت طائفة : إنه اسم للزهد المتطور بعد القرون المشهود لها بالخير كردّ فعل لزخرفة المدينة وزينتها التي انفتحت أبوابها على المسلمين بعد الغزوات والفتوحات وانغماسهم في ترف الدنيا ونعيمها، ثم حصلت فيه التطورات، ودخلت أفكار أجنبية والفلسفات غير الإسلامية وذهب إلى هذا الرأي جل علماء المسلمين والمستشرقين .
ولفت نظري الصلة القوية بين التشيع وبين الصوفية بتأسيس وظهور التصوف على يد ثلاثة من دهاقنة التشيع في منتصف القرن الثاني الهجري وهم أوّل من تسمّى باسم الصوفية في الإسلام وهم جـابر بن حيّـان الشيعي وأبو هاشم الكوفي الشيعي ، وعبدك الصوفيّ الشيعي لهذا نجد إن علماء السنة تصف الفرق الصوفية أنهم مخانيث الشيعة.
وكذلك وجدت بعض الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة يذمون الصوفية والتصوف بل يصفونهم بأقذع الأوصاف مثلما نقل ذلك الحر العاملي الشيعي في كتابه الاثنا عشر بوصف الصوفية بقوله: " الصوفية مذهب خبيث ، الصوفية شياطين هذه الأمة ، الصوفية قطاع طرق والصوفية كفار عند الشيعة ".
ومن شواهد تأثر التصوف بالتشيع وعلمائها أن سلسلة نسب شيوخ الصوفية والتصوف كلها ما عدا النادر القليل منها تنتهي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي طرق إسنادها إلى علي أسماء أئمة الشيعة المعصومين دون غيرهم .
مما اضطر علماء الشيعة الى القول بكسر وكذب سلسلة الصوفية هذه وصولا للانتساب الى للبيت العلوي حيث يقول الشيعي الحر العاملي:" فإن قلت : أهل التصوف ينقلون طريقتهم عن الأئمة عليهم السلام نقلا متصلا بأمير المؤمنين عليه قلت : هذا لا يدل على صحة طريقتهم بل هو دال على بطلانها لأنهم ذكروا أن كل قسم وأهل كل علم وصناعة ومذهب ينتسبون إلى علي عليه السلام وينسبون مذهبهم وصناعتهم إليه ولم يثبت انتساب الصوفية ونحوهم ولا ترى لذلك ذكرا في نهج البلاغة ولا غيره الإثنا عشرية الحر العاملي صفحة 21
ثم كرت السبحة في كشف اكبر رمز من رموز الصوفية وهم جماعة الأحباش بأحد رموزها وهو كمال الحوت مدير مؤسسة دار المشاريع ومنظر هذه الجماعة والذي نسب نفسه زورا وبهتانا الى النسب الحسيني وهذا ديدن الصوفية والتصوف بان ينسبوا أصلهم ومنابتهم إلى البيت الحسيني كذبا وزورا ، فماذا فعل صاحب دار المشاريع عند الأحباش قام بتأليف ووضع كتاب اسمه جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية فادخل نفسه مع الآلاف رموز الصوفية في النسب الحسيني العلوي بدون دليل أو بينة ثابتة.
وهنا أقول إن دار النشر لهذا الكتاب هي دار صوفية حبشية وهي داره وهو واضع الكتاب ومؤلفه ومنقحه وناشره وموزعه ، قام وادخل نفسه بالنسب الحسيني النبوي العدناني وادخل معه الالاف الصوفية بالبيت العلوي كما اسلفنا سابقا .
ثم شاءت الصدف إن ابن عمه الشاعر المعروف محمود سليم الحوت نسب عائلته الحوت إلى كندة القحطانية وقد ذكر ذلك كمال الحوت نفسه وخطأ ابن عمه بذلك.
ولكن تبين الحق فقد ذكر القلقشندي,أبو العبَّاس أحمد بن علي في كتابه " نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب 1\239" أنَّ بنو الحوت بطنٌ من كِندة من القحطانيَّة، وأنَّ "حوت" هو الحارث بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كِندة " وهذا القلقشندي توفي عام 821 هجري .
ثم قام الدكتور مصطفى مراد الدباغ 3\100 في كتابه بلادنا فلسطين يقول " بنو الحوت انهم بطن من كندة من القحطانية ،والراجح ان عائلة الحوت بمصر تعود بنسبها الى هذه القبيلة ومن مصر نزل فريق منها بيروت ومنهم ظهر محمد بن درويش الحوت ابو عبد الرحمن فقيه محدث له مؤلفات ولد عام1209 هجري وتوفي عام 1276 هجري الموافق 1859 ميلادي وكان عبد الرحمن الحوت رئيسا لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية ببيروت " فنقول لهذا الصوفي المتحرق أين عدنان من قحطان في أنساب العرب .
أقول : فهل خفي على أبناء الحوت قديماً وحديثاً نسبهم الحسيني ولكنها عادة الصوفية والتصوف إعلان النسب الحسيني ، فكيف وبهذه الحالة ان نثق بكتاب ( جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية ) ومؤلفه وصاحبه الصوفي الحبشي يضع فيه من البهتان والزور في الأنساب ما أنكره أهله من ال الحوت وهذا القلقشندى يكذب ادعاءات كمال الحوت قبل خمسة قرون وكفى بهذا الرد من يريد الحقيقة .
لهذا قام العلماء المعاصرون بعد أن تكشف لهم واقع الفرق الصوفية فقالوا إن التصوف وليد الأفكار المختلطة من اليهودية والمسيحية ومن المجوسية والبوذية، وقبل كل ذلك من الفلسفة اليونانية وآراء الأفلاطونية الحديثية والغنوصية بشكل خاص التي معناها الإغريقي هي " المعرفة " فتمسك الصوفية في الغنوصية كأساس للمعرفة وما يزال الصوفية يمدحون أقطابهم بالعارف بالله وهو من أعلى المراتب في التصوف وهذا الوصف نقلوه حرفيا عن الغنوصية الوثنية .
لهذا تمسك علماء المسلمون في معظم العالم الإسلامي في كشف فرق الصوفية والتصوف وشرح أبعادها وكشف جذورها وبالله التوفيق .
ما هو التصوف ومن هم الصوفية
من هم الصوفية :التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الاسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا وهرطقات بعيدة عن الإسلام معروفة باسم الصوفية .
التصوف في الاصطلاح العام : لا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الإسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها.
الصوفية ظاهرها يخالف باطنها
ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا إليه الإسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق إتباع الوسائل الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها.
تناقض الزهد والصلاح مع الفكر الصوفي
يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.
وقد حذر رسول الله من الرهبنة تحت مسمى التصوف لان هذا ليس من الاسلام بشيء وليس هذا من معاني الزهد ، فقد جاء في جامع البيان للطبري: "قال رسول الله ( ص ) : ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم ؟ ألا إني أنام وأقوم وأفطر وأصوم وأنكح النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " جامع البيان إبن جرير الطبري ج 7 - ص 15 المتوفي 310
من أين جاء اشتقاق اسم الصوفية
لم يتفق كتاب المتصوفة وغيرهم في تحديد الأصل الذي يمكن إرجاع اشتقاق لفظ التصوف إليه لهذا وقع الاختلاف في مسمى هذه الفرقة تحت عدة مسميات أوجزها بما يلي :
1 = الصُفة : حيث سموا أنفسهم بذلك نسبة الى أهل الصفة وكان لقبا أعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون إليها مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس لأجل الزهد الصوفي .
2 = الصفاء: ومعناها ان الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا, وهذا الاشتقاق غير صحيح لغويا فالصفاء: صفوي أو صفاوي أو صفائي وليس صوفيا كما يزعمون .
3 = الصف الأول في الصلاة : بعض الصوفية ينسبون انفسهم الى الصف الاول في الصلاة, وهذا التعبير بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي بالنسبة الى الصف: صفي لا صوفي.
4 = الصوف: وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين الى ان الصوفي منسوب الى لبس الصوف, وحرص معظم الصوفية الى رد اسمهم الى هذا الاصل يفسر الى المبالغة في التقشف والرهبنة وتعذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من الوان التقرب الى الله.
كما يرون ان لبس الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين وهذا المعنى يخلط بين معنى الزهد في الاسلام وبين مفاهيم عقيمة لا اصل لها في الكتاب والسنة .
نشأة الصوفية
لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الإسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو أبو هاشم الكوفي سنة 150هـ "
وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية واصبح لها طرق وشيوخ .
العقيدة الصوفية: تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة المسلمين ففي الاستلام لا تثبت عقيدة المسلم إلا من القرآن والسنة ولكن في التصوف تثبت العقيدة بالإلهام والوحي والكشف مع الله المزعوم للأولياء وبعروج شيوخهم السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمدون العلوم منه مباشرة بعد وفاته الشريفة .
ولما كان مطلوب هؤلاء المريدين هو معرفة الله معرفة يقينية لا يرقى إليها الشك ، فإنهم لم يترددوا في الأخذ من الثقافات الأخرى كل ما من شأنه أن يفي بالغرض وأن يلعب دورا إيجابيا في هذا الاتجاه ، وبذلك وجدت العناصر الثقافية الوثنية الأجنبية عن الإسلام طريقها إلى نظرية المعرفة عند المتصوفة ، منها ما هو فارسي وما هو هندي وما هو يوناني على حد سواء ، ومزجت فلسفتهم بين الغنوصية أي " التوصل بنوع من الكشف إلى المعارف العليا أو تذوق المعارف تذوقا مباشرا ، بأن تلقى ( في القلب ) إلقاء فلا تستند إلى الاستدلال أو البرهنة العقلية وبين إشراقية أفلوطين التي جعلت من المعرفة نورا روحانيا يشع على العقل الإنساني في أعلى مراتبه انطلاقا من العقل الفعال أو غيره من الوسطاء .
وبالإضافة إلى ذلك فإن المؤثرات الهندية قد ساهمت هي الأخرى في ترسيخ القاعدة الفكرية لدى المتصوفة وإثرائها، فالمعروف لدى لدى الطوائف الهندية الزاهدة أن طريق الوصول للإتحاد لا يمر فقط عبر إقامة الطقوس الدينية وأداء فروض العبادة بل عبر إذلال النفس وقتل شهواتها إلى غاية الفناء المطلق ( النرفانا البوذية ) حيث يصل الإنسان إلى أن يقول أنا الله ، وبالتالي إمحاء الأنا في أنت إمحاء مطلقا أي حلول اللاهوت في الناسوت .
وقد أخذ المتصوفة بهذه النظرية خاصة مدرستي الحلاج وابن عربي في ما يعبر عنه عادة ، عند الصوفية ، بالمجاهدة والإستواء والتخلص من حجاب الآنية .
وقد أكد البسطامي ذلك حينما أعلن قوله : " إني انسلخت عن نفسي كما تنسلخ الحية من جلدها ، ثم نظرت إلى ذاتي فإذا أنا هو " .
ما هو التصوف ومن هم الصوفية
من هم الصوفية :التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الاسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو الى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا وهرطقات بعيدة عن الإسلام معروفة باسم الصوفية .
التصوف في الاصطلاح العام : لا شك ان ما يدعو اليه الصوفية من الزهد والورع والتوبة والرضا, انما هي أمور من الإسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها.
الصوفية ظاهرها يخالف باطنها
ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا إليه الإسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول الى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق إتباع الوسائل الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها.
تناقض الزهد والصلاح مع الفكر الصوفي
يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والاولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي الى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه اي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة الى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.
وقد حذر رسول الله من الرهبنة تحت مسمى التصوف لان هذا ليس من الاسلام بشيء وليس هذا من معاني الزهد ، فقد جاء في جامع البيان للطبري: "قال رسول الله ( ص ) : ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم ؟ ألا إني أنام وأقوم وأفطر وأصوم وأنكح النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " جامع البيان إبن جرير الطبري ج 7 - ص 15 المتوفي 310
من أين جاء اشتقاق اسم الصوفية
لم يتفق كتاب المتصوفة وغيرهم في تحديد الأصل الذي يمكن إرجاع اشتقاق لفظ التصوف إليه لهذا وقع الاختلاف في مسمى هذه الفرقة تحت عدة مسميات أوجزها بما يلي :
1 = الصُفة : حيث سموا أنفسهم بذلك نسبة الى أهل الصفة وكان لقبا أعطي لبعض فقراء المسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم تكن لهم بيوت يؤون إليها مع العلم ان اهل الصفة ما كانوا منقطعين عن الناس لأجل الزهد الصوفي .
2 = الصفاء: ومعناها ان الصوفية صافية من الشرور وشهوات الدنيا, وهذا الاشتقاق غير صحيح لغويا فالصفاء: صفوي أو صفاوي أو صفائي وليس صوفيا كما يزعمون .
3 = الصف الأول في الصلاة : بعض الصوفية ينسبون انفسهم الى الصف الاول في الصلاة, وهذا التعبير بعيد عن سلامة الاشتقاق اللغوي بالنسبة الى الصف: صفي لا صوفي.
4 = الصوف: وفي هذا يذهب غالب المتصوفة المتقدمين والمتأخرين الى ان الصوفي منسوب الى لبس الصوف, وحرص معظم الصوفية الى رد اسمهم الى هذا الاصل يفسر الى المبالغة في التقشف والرهبنة وتعذيب النفس والبدن باعتبار ذلك كله لونا من الوان التقرب الى الله.
كما يرون ان لبس الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين وهذا المعنى يخلط بين معنى الزهد في الاسلام وبين مفاهيم عقيمة لا اصل لها في الكتاب والسنة .
نشأة الصوفية
لا يعرف على وجه التحديد من بدأ التصوف في الإسلام ويقال بأن التصوف اول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس, والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة, يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: "ان اول من عرف بالصوفي هو أبو هاشم الكوفي سنة 150هـ "
وقد بلغ التصوف ذروته في نهاية القرن الثالث وواصلت الصوفية انتشارها في بلاد فارس ثم العراق ومصر والمغرب, وظهرت من خلالها الطرق الصوفية واصبح لها طرق وشيوخ .
العقيدة الصوفية: تختلف العقيدة الصوفية عن عقيدة المسلمين ففي الاستلام لا تثبت عقيدة المسلم إلا من القرآن والسنة ولكن في التصوف تثبت العقيدة بالإلهام والوحي والكشف مع الله المزعوم للأولياء وبعروج شيوخهم السماوات, وبالفناء في الله, وانجلاء مرآة القلب حتى يظهر الغيب كله للولي الصوفي حسب زعمهم, وبربط القلب بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث يستمدون العلوم منه مباشرة بعد وفاته الشريفة .
ولما كان مطلوب هؤلاء المريدين هو معرفة الله معرفة يقينية لا يرقى إليها الشك ، فإنهم لم يترددوا في الأخذ من الثقافات الأخرى كل ما من شأنه أن يفي بالغرض وأن يلعب دورا إيجابيا في هذا الاتجاه ، وبذلك وجدت العناصر الثقافية الوثنية الأجنبية عن الإسلام طريقها إلى نظرية المعرفة عند المتصوفة ، منها ما هو فارسي وما هو هندي وما هو يوناني على حد سواء ، ومزجت فلسفتهم بين الغنوصية أي " التوصل بنوع من الكشف إلى المعارف العليا أو تذوق المعارف تذوقا مباشرا ، بأن تلقى ( في القلب ) إلقاء فلا تستند إلى الاستدلال أو البرهنة العقلية وبين إشراقية أفلوطين التي جعلت من المعرفة نورا روحانيا يشع على العقل الإنساني في أعلى مراتبه انطلاقا من العقل الفعال أو غيره من الوسطاء .
وبالإضافة إلى ذلك فإن المؤثرات الهندية قد ساهمت هي الأخرى في ترسيخ القاعدة الفكرية لدى المتصوفة وإثرائها، فالمعروف لدى لدى الطوائف الهندية الزاهدة أن طريق الوصول للإتحاد لا يمر فقط عبر إقامة الطقوس الدينية وأداء فروض العبادة بل عبر إذلال النفس وقتل شهواتها إلى غاية الفناء المطلق ( النرفانا البوذية ) حيث يصل الإنسان إلى أن يقول أنا الله ، وبالتالي إمحاء الأنا في أنت إمحاء مطلقا أي حلول اللاهوت في الناسوت .
وقد أخذ المتصوفة بهذه النظرية خاصة مدرستي الحلاج وابن عربي في ما يعبر عنه عادة ، عند الصوفية ، بالمجاهدة والإستواء والتخلص من حجاب الآنية .
وقد أكد البسطامي ذلك حينما أعلن قوله : " إني انسلخت عن نفسي كما تنسلخ الحية من جلدها ، ثم نظرت إلى ذاتي فإذا أنا هو " .
وهذا ما وجد أيضا لدى الطوائف الفارسية إذ أن صلة المصدر الهندي بالمصدر الفارسي متينة جدا ، من ذلك مثلا أن الزرادشتية الفارسية هي التي طورت العقائد الهندية المتعددة الآلهة إلى ثنائية الخير والشر وإله النور والظلام ، مما كان له أثره الضخم في أساس الإشراقية عند السهروردي ومدرسته " حيث أن تأثره العميق بالنظرة الثنائية الفارسية واضح في تقسيمه الكون إلى عالم النور وعالم الظلام .
تقسيم الكون إلى عالم النور وعالم الظلام
الأول هو الروحاني الأعلى أي المنير وعلى رأسه الإله الذي يدعى نور الأنوار . يلي ذلك الإله في المكانة عقول الكواكب ويسميها الأنوار القاهرة أو المحاكمة أو السائدة ، تليها العقول الأخرى ويسميها الأنوار فقط دون أية صفة .
والثاني فهو عالم الظلام ، عالم المادة والوضاعة والرداءة ، وكائناته تدعى عند السهروردي الأوثان أو البرازخ .
ويؤكد كل هذا قوة ارتباط المصدر الفارسي بالهندي أولا ، ثم ارتباط الفلسفة الدينية عند المتصوفة بهذين المصدرين معا .
ويؤكد كل هذا قوة ارتباط المصدر الفارسي بالهندي أولا ، ثم ارتباط الفلسفة الدينية عند المتصوفة بهذين المصدرين معا .
وهذا نفسه تجده بصيغة أخرى عن الاشراقيين وخاصة عند الغنوصية وهو يعرف بنظرية الفيض الإلهي أو الاشراقي لنقل المعرفة من الأعلى إلى الأدنى تحت مسمى الاتصال الللدني عند المتصوفة ويدعونه تحت مسمى الكشف وله عندهم شروط وأوراد ومجاهدة الى آخر هذه المبتدعات التي قعدوها في طرقهم الصوفية .
عقيدة الصوفية الحلول في ذات الله
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها "الحلول" الذي يعني ان يكون الصوفي الها وربا يعلم الغيب كله كما يعلمه الله سبحانه وتعالى حيث ان الهدف الصوفي هو الوصول الى مقام النبوة أولا ثم الترقي حتى يصل الفرد منهم في زعمهم الى مقام الألوهية والربوبية.
الحلول عند الصوفية
هو القول بالحلول التي جعلتهم يتشبهون بصفات الله جعلهم يصلون في النهاية الى القول "بوحدة الوجود" التي تعني في العقيدة الصوفية انه ليس هناك موجود إلا الله سبحانه وتعالى فليس غيره في الكون, وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة هي الحقيقة الإلهية ويؤمن الصوفية بهذه العقيدة وعلى الاقل لم تنكرها أي فرقة من فرق الصوفية المعاصر حتى هذا اليوم .
عقيدة الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم
يعتقد الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم عقائد شتى حسب فرقهم الكثيرة فمنهم من يزعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل الى مرتبتهم وحالهم, وانه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله" .
ومنهم من يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم الى درجة الوصول الى الألوهية حيث يعتقد البعض من الصوفية ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش وان السماوات والارض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره وانه أول موجود وهو المستوي على عرش الله وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
عقيدة الصوفية في الاولياء
يرى الصوفية ان الولي هو "من يتولى الله سبحانه امره فلا يكله الى نفسه لحظة, ومن يتولى عبادة الله وطاعته, فعبارته تجري على التوالي من غير ان يتخللها عصيان" وحقيقة الولي عند الصوفية انه يسلب من جميع الصفات البشرية ويتحلى بالاخلاق الالهية ظاهرا وباطنا, ويصل الى المساواة مع الله سبحانه وتعالى حيث يعتقد الصوفية في الأولياء بأن لهم القدرة على انزال المطر وشفاء الأمراض واحياء الموتى وحفظ العالم من الدمار ، ولا شك ان هناك آثارا خطيرة تترتب على هذه العقيدة من اهمها الوقوع في شرك الربوبية والعياذ بالله.
الشريعة الصوفية في العبادات
يعتقد الصوفية ان الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادات العوام وأما هم فيسمون انفسهم الخاصة ولذلك فعباداتهم مخصوصة وان تشابهت ظاهرا . واذا كانت العبادات في الاسلام لتزكية النفس وتطهير المجتمع فإن العبادات في التصوف هدفها ربط القلب بالله تعالى للتلقي عنه مباشرة حسب زعمهم والفناء فيه واستمداد الغيب من الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاق الله حتى يقول الصوفي للشيء كن فيكون ويطلع على أسرار الخلق, ولا يهم في التصوف ان تخالف الشريعة الصوفية ظاهر الشريعة الاسلامية, فالحشيش والخمر واختلاط النساء بالرجال في الموالد وحلقات الذكر كل ذلك لا يهم لأن للولي شريعته تلقاها من الله مباشرة.
الدعاء عند الصوفية
يدعوا المتصوفة غير الله عز وجل من الانبياء ، والأولياء ، الأحياء والأموات ، وكثيرا مايرددون:
يارسول الله المدد المدد ** يارسول الله عليك المعتمدينادي الصوفي عند حلول المصائب : يا جيلانى... يا رفاعى ... ياشاذلى ، وهذه المناداة كما يظهر شرك صريح ، فهم يقولون عند النداء: ياجيلاني... ارزقنى ، اشف مريضى ، وفقنى.
والله سبحانه وتعالى ينهى عن دعاء غيرة ، ويعتبر ذلك شركا ، اذ يقول: (ولاتدع من دون الله مالاينفعك ولايضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين)"يونس:106"، والظالمين هم المشركون.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(الدعاء هو العبادة)رواه الترمذى ، فالدعاء عبادة كالصلاة لا يجوز صرفها لغير الله ، ولو كان رسولا ، أو وليا ، وهو شرك اكبر يحبط العمل ، ويخلد صاحبه فى النار والعياذ بالله.
ومن المقولات المشهورة عند المتصوفة:(نحن لانعبد الله طمعا فى جنته ، ولا خوفا من ناره)، والله سبحانه وتعالى يمدح أنبيائه الذين يدعونه طلبا لجنته ، وخوفا من عذابه ، فيقول سبحانه:(انهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) "الأنبياء ،90" أي راغبين فى جنته ، خائفين من عذابة.
من أقوال أعلام المتصوفة
1) يعتقد ابن عربى وهو من كبار المتصوفة أن الله هو المخلوق ، وأن المخلوق هو الله ، ويُعِّبُر عن ذلك فيقول :" فيحمدُني واحمده ويعبُدُني واعبُدُه " !
2) يقول أبو يزيد البسطامي عن نفسه مُمَجِّداً لها :" سبحاني سبحاني ما أعظم شأني " !
3) والآخر يقول إذا لبس الجبة :" ليس في الجبة إلا اللّه ".
4) يقول أحمد التيجاني :" إن الله قادر على أن يُوجد بعدي ولياً ولكن لا يفعل ، قالوا: لماذا ؟ قال: كما أنه قادر على أن يُوجد نبي بعد محمد ولكن لايفعل " ،إذاً فأنني آخر ولي!؟
5) يدَّعي محمد المرغني أن من رآه ومن رآى من رآه الى خمسه... لم تَمسَّه النار !؟ لاحظ يشبه نفسه برسول الله مع الغلو.
6) يقول ابن عربي عن ذاته في كتابة الفتوحات المكية بأنة توقيفي .أي أنة مثل القرآن؟
7) يدَّعي الحلاج أنة يُنَزَّل علية رسائل بخط اللّه عزوجل تعالى اللّه عما يقولون علوا كبيراً .
عقيدة أولياء الشيطان إن ما يظهر على بعض المتصوفة من أكل للنار ، أو ضرب لأنفسهم بالسيف ، فهذا من عمل الشيطان وهو استدراج لهم ليسيروا في ضلالهم قال الله تعالى: ومن يَعشُ عن ذكر الرحمن نقيِّض له شيطاناً فه وله قرين الزخرف :36 ومن المعلوم أن كفار الهند من السيخ والهندوس يقومون بمثل هذا العمل ، فهل يقال عنهم أنهم أولياء للّه ، وأن لهم كرامات !؟
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
» محمد بن سلمان آل سعود
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان