سبب عداوة الشيطان للإنسان
بدأ الخلق بين آدم والملائكة وكان من بين الملائكة إبليس اللعين لم يكن من الملائكة إنما كان من الجن الذين سكنوا الأرض ولما حسن عمله وطاعته لله أهلك الله من في الأرض من الفاسدين ثم رفع الصالحين منهم إلي السماء ليعبدوا الله مع الملائكة التي في السماء وكان إبليس من بين هؤلاء
تعالو بنا نتأمل الآيات التي ذكرها الله في الكتاب حول هذا الأمر
ذكر المواضع كاملة
البقرة وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم
ُ
الأعراف " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (
الحجر وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)
الإسراء وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)
الكهف وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
طــــــــه وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا
ص إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)
مقارنات
• إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
• إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
• إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
• إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
• إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
• فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
• إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ
•
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ الأعراف
• قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ الحجر
• قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورً
• قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى طه
• قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ص
وقد ذكرت لفظة إبليس في القرآن قرابة أحد عشر مرة ذكرنا منها تسع مرات في قصة آدم وإبليس وهناك مرتين ذكرت فيهما لفظة إبليس آية سورة الشعراء قول الله تعالي " و جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ " وآية سورة سبأ قول الله تعالي " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ "
• ظل الشيطان يوسوس لآدم حتي أرغمه علي الأكل من الشجرة فعصا الله تعالي وذلك لأنه حقد عليه أن أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ولم يهدأ له بال حتي أخرجه من الجنة ، ولذلك حذرنا الله تعالي منه فقال جل شأنه " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون "
• ولما تاب الله علي آدم لم يتوقف حقده عليه بل انتقل إلي ذريته وإلي ذلك أشار الله تعالي بقوله " قال أرءيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلي يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا "
• وقد قال الله تعالي عن من صدقه واقتنع به " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين "
• ثم أعاد الشيطان اللعين تهديده ووعيده لبني آدم فقال لربه حينما طرده من رحمته " قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "
• وعند ذلك أمر الله تعالي عباده بمقاتلته فقال تعالي لعباده المؤمنين " فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
• وطمأن الله تعالي عباده المؤمنين وبين لهم أن سبيل الخلاص منه هو الإيمان بالله تعالي قال الله تعالي " إنه ليس له سلطان علي الذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون إنما سلطانه علي الذين يتولونه والذين هم به مشركون "
• وحذر المخالفين من الشيطان ومكره فقال الله تعالي " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير "
لكن لو أن آدم عليه السلام لم يأكل من الشجرة ماذا كان الحال ؟؟ وهل مقدر لآدم أن يأكل من الشجرة ؟؟؟ وإذا كان ذاك مقدر له فلماذا يحاسبنا الله تعالي عليه ؟؟؟؟؟
في صحيح مسلم من حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام عِنْدَ رَبِّهِمَا فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى قَالَ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ قَالَ مُوسَى بِأَرْبَعِينَ عَامًا قَالَ آدَمُ فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى قَالَ نَعَمْ قَالَ أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى
أولا : كيف كانت معصية آدم ؟؟؟ معصية آدم كانت بالنسيان في الآيات " ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما "
واختلف في معنى قوله: "ولم نجد له عزما" فقال ابن عباس وقتادة: لم نجد له صبرا عن أكل الشجرة، ومواظبة على التزام الأمر. قال النحاس وكذلك هو في اللغة؛ يقال: لفلان عزم أي صبر وثبات على التحفظ من المعاصي حتى يسلم منها، ومنه "فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل"
وللجواب علي هذا الكلام يجب أن نقرر أولا أن هناك فرق بين المصائب والماعيب فالمصائب التي لا دخل للإنسان فيها مثل فقد بصر أو ارتكاب ذنب ثم تاب من بعده يمكن أن ينسب ذلك إلي القدر أما المعايب وهي فعل كل ما يعاب به الإنسان من ترك صلاة أو فعل محظور عليه فهذا باختيار العبد فإنه يمكنه أن يترك ولكن ضعف إيمانه ويقينه هو الذي مكن الشيطان والنفس منه والإنسان يعاب علي مثل ذلك ومثل هذه الأمور لا يجوز إلصاقها بالقدر .
المعصية هي خلاف الطاعة قال الله تعالي " وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " وتتحقق المعصية بأمر من أمرين : ـ
1. مخالفة أمر الله تعالي بتحويل النهي إلي أمر والأمر إلي نهي
2. ترك الانقياد لله ولرسوله قال تعالي " بلي أسلم وجهه إلي الله وهو محسن فله أجره عندربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "و تختلف من زمان إلي زمان ومن مكان إلي مكان قال تعالي " إن عدة الشهور عند الله اثْنَا عَشَرَ
وكذا تختلف المعصية باختلاف المكان قال تعالي " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " الحج ولهذا لما جاء أصحاب الفيل وأرادوا تخريب البيت أرسل الله عليهم الطير قال تعالي "
سؤال هام : لماذا خلق الله تعالي المعاصي ؟؟ ولماذا قدرها الله تعالي علي العباد ؟؟ وإذا كانت المعاصي مقدرة علي العبد قبل أن يخلق فلماذا يحاسبنا عليها ؟؟
المتأمل في القرآن الكريم يجد أن المعاصي والطاعات يقعان من العبد بقدر الله ومشيئته وأن ذلك مقدر علي العبد قبل أن يخلق تأمل الآيات والأحاديث
قال تعالي " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير "
وقال سبحانه " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون "
وقال سبحانه " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
هذه الآيات إذا أخذت علي ظاهرها فإننا سنفهم منها أن المعصية مقدرة علي العبد وعند ذلك سيطرح السؤال نفسه لماذا يحاسبنا الله تعالي عليها ؟؟؟؟ ولكننا حينما نتأمل الآيات وندرس أسباب نزولها وتتابعها في وسط الآيات يتبين لنا الآتي : ـ
في البخاري من حديث علي رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآية
إذا المتأمل يجد الدعوة من الرسول لصحابته بالعمل ولكن بعض الناس فهم المسألة علي خلاف ذلك وتراه يقول إن الله كتب كل شيء وقدر لي أن أكون عاصيا ولو أراد الله تعالي هدايتي لهداني والدليل علي ذلك هذه الأحاديث
والمعني أنه سبق في علم الله عز وجل كون العبد من أهل الجنة أو من أهل النار وكونه طائعا أو عاصيا فكتب الله تعالي ذلك في كتابه من باب العلم وسبق العلم ولكن لم نسمع أن الله تعالي أخبر أحدا أنه من أهل الجنة أو من أهل النار إذا هذا من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا الله تعالي ويستحيل علينا معرفتها ولكن ذكرها في القرآن الكريم من باب تعليم الناس صفات ربهم وأنه تعالي متصف بالعلم وسبق العلم كما قال تعالى " سيقول السفهاء ...... سيقول الذين أشركوا ...... وغير ذلك وقد قالوا ..........إذا لابد أن تكون هناك حكمة لخلق المعصية فما هي ؟؟؟
لعل هناك حكم كثيرة ربما يفهمها من رزقهم الله تعالي فهم كتابه منها :
1. تحقيق معني العبودية فمن معاني العبودية الذل والخضوع والانكسار والحب والخوف ، فالذل والخضوع راجعان إلي شعور العبد بعظمة الله تعالي وقدرته والخوف راجع إلي شعور العبد بتمام مراقبة الله تعالي له والحب ناشئ من شعور العبد بعظيم فضل الله تعالي عليه وعديد نعمه وهذه الأمور لا تستقيم في حياة العبد دائما إلا إذا وجد من ينشطها في قلب العبد ليتم شعوره شعورا دائما بالذل له سبحانه والخضوع والانكسار والحب والخوف وهذا الأمر الذي ينشط هذه المشاعر هو المخالفة أو المعصية لأن مجاهدة الإنسان نفسه للمعصية تفيده من جانبين : ـ الجانب الأول : إحساسه الدائم بخوفه ولجوءه إلي الله تعالي وهذا الأمر هو ما يسمي بالمراقبة والإحسان في العبادة ولذلك في الحديث " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " والناظر في قضية إبليس يجد أنه انتفي عنه الإحساس الدائم بالخوف من الله فالخوف كان موجودا ولكن انتفي عنه دوام الإحساس فوقع في المحظور وهو إطلاق العنان لنفسه وشعوره بأنه يصلح أن يكون إلها للأرض كما ورد في بعض كتب التفاسير . والجانب الثاني : تحقيق كمال الذل والانكسار بين يدي ربه فور عمله للمعصية فإذا به يرجع ويتوب وينكسر وهذا أمر يحبه الله تعالي من العبد ولهذا ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالي عنه قول النبي صلي الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " والمتأمل في حياة الرسول يجد هذا الافتقار إلي الله وهذا الإحساس بفضل الله تعالي عليه وكذا تجده دائما يستقل عمله ويعترف بأن ذاك العمل لن يكون كافيا لدخوله الجنة ففي صحيح البخاري من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل " ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة " والمتأمل في القرآن يجد أن الله تعالي دائما يذكره بعظيم فضله ونعمه عليه استمع إلي هذه الآيات " وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طائفة مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " وتأمل قوله " ألم يجدك يتيما فآوي ......... الآيات .
2. الأمر الثاني من تقدير المعصية علي العبد تأييد الأنبياء بالمعجزات وتذكير الأمم بما كان في الماضي من أن المعصية لا تأتي إلا بالهلاك والدمار فكثيرا ما تجد القرآن الكريم يحكي عن ذلك ألم يحكي عن طوفان نوح وريح عاد وصاعقة ثمود وتنكيس مساكن قوم لوط وأن السبب راجع إلي تكذيبهم لأنبيائهم وإتباع أهوائهم ومعصيتهم لله تعالي وفي القرآن كثيرا ما نسمع " وضرب الله مثلا قرية كانت ........ وضرب الله مثلا للذين آمنوا ...... للذين كفروا ...... واضرب لهم مثلا ......." فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " وغير ذلك من الآيات الكثيرة ....
3. الأمر الثالث من حكمة تقدير المعصية علي العبد تحقيق صفة العلم المطلق لله تعالي وسبق علمه الأزلي وهذا أمر من خصائصه سبحانه وتعالي
4. ومن حكم تقدير المعصية علي العبد ظهور كرامة بعض الأولياء مثل جريج وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن نفيل وغير ذلك كثير
قصة جريج تلخيصا :
في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها فقال أجيبها أو أصلي ثم أتته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه المومسات وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جريجا فتعرضت له فكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا من طين "
قصة سعد ابن أبي وقاص تلخيصا : ـ
في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارا فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي قال أبو إسحاق أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين قال ذاك الظن بك يا أبا إسحاق فأرسل
عدل سابقا من قبل Amer في الخميس 21 أكتوبر 2010 - 14:55 عدل 1 مرات
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar