جيش الخلفاء الراشدين أو جيش المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين هو الهيئة العسكرية الرئيسية في عهد الخلافة الراشدة خلال بداية الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي، آنذاك أظهر الجيش الإسلامي مستوى عاليا من الإنضباط والتنظيم والتفوق الإستراتيجي وكان واحدا من أكثر الجيوش قوة وفعالية في العالم، كان الجيش قوامه 13.000 جندي سنة 11هـ الموافق 632م، ولكن مع توسع رقعة الخلافة توسع الجيش تدريجيا حتى وصل إلى 100.000 جندي بحلول عام 657م، ومن أكثر قادة الجيش نجاحا وشهرة خالد بن الوليد، قائد الفتح الإسلامي لبلاد فارس والفتح الإسلامي لبلاد الشام، وعمرو بن العاص، الذي قاد الفتح الإسلامي لمصر.
سمح للمسلمين فقط بالانضمام إلى الجيش كقوات في المعارك وخلال حروب الردة في عهد الخليفة أبو بكر، تكونت الفيالق أساسا من المدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف، في وقت لاحق خلال فتح العراق في 633 تم تعيين العرب البدو في الجيش، في أثناء الفتح الإسلامي الإمبراطورية الفارسية 633-656 انضم نخبة من الفرس المعتنقين للإسلام بلغ عددهم 12.000 مقاتل، وخلال الفتح الإسلامي لسوريا 633-638 نحو 4.000 من اليونانيين البيزنطيين تحت قيادة يواكيم عبد الله يواكيم في وقت لاحق وساعدوا في الاستيلاء على كل من الأناضول ومصر، أثناء فتح مصر 641-644 الأقباط المعتنقين للإسلام، وسهلوا الفتح، أثناء فتح شمال أفريقيا، انظم البربر المسلمون إلى الجيش، في وقت لاحق شكلوا الجزء الأكبر من قوات الجيش خلال الخلافة الراشدية وخلال خلافة الأمويين في أفريقيا.
الجيش الإسلامي اعتمد اعتمادا كبيرا على سلاح المشاة المبارزين، وكان الجزء الأبرز في جيش المسلمين، وتألف من الأبطال الأشداء والصحابة، كان دورهم واضحا في تقويض الروح المعنوية للعدو عن طريق مبارزة وقتل أبطاله، ثم بعد ذلك يتقدم سلاح المشاة بهجمات وعمليات سحب متكررة ومتلاحقة يطلق عليها الكر والفر، وذلك باستخدام الرماح والسيوف والأسهم لإضعاف العدو، ولكن وجب إدخار الطلقة للهجوم الرئيسي الذي يدعم من سلاح الفرسان والذي من شأنه التركيز على الأجنحة، مما يسهل تطويق العدو وتحركاته.
كان الرماح في جيش المسلمين يحمل رمحا بطول مترين ونصف، ويتخد تشكيلة الطبيعة، وهي جدار حماية للرماة لكي يستطيعوا مواصلة إطلاق الأسهم، هذه التشكيلة كانت لافتة في أول 4 أيام من معركة اليرموك.
كان سلاح الفرسان في الخلافة الراشدية واحدا من أنجح سلاحات الفرسان الخفيفة، وكان الفرسان مسلحين بحربة، تصل إلى خمس أمتار ونصف في الطول، وسيف.
استخدم الفرسان السيوف العربية القصيرة والسيوف الفارسية الطويلة، وكثيرا ما كانوا يحملون كل منهما في وقت واحد، سلاح الفرسان كان يتم حفظه إلى آخر المعركة، ودوره الرئيسي كان الهجوم على العدو حين يكون سلاح المشاة مرهقا، ثم بعد ذلك تطويق تحركات الجيش العدو، سواء من الأجنحة أو مباشرة من المركز، وتدمير الجيش العدو الذي كان مضطربا وفي حالة هيجان، سلاح الفرسان ربما استخدم في الهجوم على تشكيلة دق الإسفين، بعض من أفضل الأمثلة على استخدام قوة وسرعة سلاح الفرسان كانت بقيادة خالد بن الوليد في معركة الولجة ضد الفرس وفي معركة اليرموك ضد الإمبراطورية البيزنطية، في كلتا الحالتين سلاح الفرسان يكون في البداية وراء الأجنحة وقلب الجيش.
عادة تشكيل مصدر ونوعية المعدات العسكرية لجيوش المسلمين في بداية الإسلام أمر صعب للغاية بالمقارنة مع جيوش المسلمين في القرون الوسطى، فمجموعة الأسلحة التي عثر عليها وترجع إلي تلك الحقبة ضئيلة للغاية، وكثيرا ما تكون غير دقيقة، القليل جدا من الأسلحة قد نجا، حصل العرب على أغلب عتادهم العسكري قبل الإسلام من التصنيع المحلي أو من الهند وأثناء حروب الفتح ضد دولتي الروم والفرس غنم المسلمون الكثير والكثير من أسلحة وعتاد الروم، ولما تم فتح بلاد الفرس بالكامل آل إلى المسلمين كل خزائنهم.
انت الخودات حتى المذهبة منها مشابهة للخوذات الفضية التي استعملتها الدولة الساسانية.
في وقت لاحق أصبحت الخودات تشبه البيضة على غرار خودات الدولة البيزنطية المبكرة مع بعض ملامح خودات آسيا الوسطى المجزأة وهو نوع يسمى الطريقة، ومن الشائع استخدام السلاسل لحماية الوجه والعنق والخد إما مركبة مع الخوذة أو سلسلة قلنسوة ضيقة مثل ما كان يستخدم في الجيوش الرومانية والبيزنطية منذ القرن الخامس، في كثير من الأحيان كان يتم تغطية الوجه نصفيا بعمامة، كما عمل ذلك أيضا لتوفير الحماية من رياح الصحراء القوية، الصنادل الجلدية الثقيلة وكذلك الأحذية الرومانية النوع أيضا كان يلبسها الجنود المسلمون في وقت مبكر.
تكون الدرع الملبوس عامة من الجلد المتصلب ذو حجم رقائقي وكان ينتج محليا في اليمن، والعراق، وعلى طول ساحل الخليج، كانت الدروع المسلسلة المفضلة في وقت لاحق خلال غزو الإمبراطوريات المجاورة، وكان يتم الحصول عليها مع الغنائم.
كانت تعرف باسم دير، و يفتح جزء من الدرع السلسلي في أسفل صدره، لتجنب الصدأ كان يتم صقله وترقيده وتخزينه في خليط من الغبار، والزيت وروث الجمال، جنود المشاة كانوا بشكل عام أكثر تدرعًا من الفرسان، كما أن هناك إشارات إلى ارتداء درعين اثنين، يرتدون الأول فيه السلاسل والثاني أقصر أو حتى مصنوعا من القماش أو الجلد.
كانت الدروع اليدوية كبيرة من الخشب أو القش، ولكن معظم الدروع هي من الجلد، لهذا الغرض استخدم كثيرا جلد الجمال أو البقر، وهي ممارسة قديمة مند عصر اليهود الأوائل، خلال فتح بلاد الشام، ضد البيزنطيين استخدمت دروع من جلد الفيل على نطاق واسع، وربما استولى عليها المسلمون في الغنائم.
كانت الرماح طويلة مصنوعة محليا من قصب ساحل الخليج، وكانت قوات المشاة تستعمل رماحا طولها مترين ونصف، وأما رماح الفرسان فطولها وصل إلى خمس امتار ونصف.
السيف هو أهم سلاح عرفه واستعمله وتفنن فيه المسلمون الأوائل، كان عادة سلاح مشاة قصيرا مماثل ل غلاديوس، سيوف ذات جودة عالية تصنع في اليمن من فولاذ الهند الصلب.
وهناك أيضا في بعض الأحيان إشارات إلى استخدام المسلمين للسيوف الهندية، كانت تصنع أيضا سيوف ذات جودة أدنى في الجزيرة العربية. مع الوقت أصبح المحارب يستخدم السيوف العربية القصيرة أو السيوف الفارسية الطويلة، في كثير من الأحيان استخدم الجنود المشاة والفرسان السيفين معا، على حد سواء.
كل السيوف علقت في أغماد، هناك سلاح شخصي آخر وهو الخنجر لكنه يستعمل في الأخير في خط الدفاع.
انت الأقواس من صنع محلي في أنحاء مختلفة من الجزيرة العربية، وأفضل الانماط هي الأقواس الحجازية يمكن أن تتكون من قطعة خشب أو قطعتين ضمتا معا، كانت على نحو مترين بالطول، تماثلها الأقواس الإنجليزية اللاحقة، الحد الأقصى لنبلة القوس العربية التقليدية المستخدمة هو نحو 150 متر في البعد، واثبت أوائل الرماة المسلمين أن القوس رغم ذلك فعال جدا ضد الفرسان.
استخدم المنجنيق على نطاق واسع في عمليات الحصار، تحت الخليفة عمر بن الخطاب استعملت أبراج الحصار ودبابة وهي أبراج خشبية تنقل على عجلات دات ارتفاع كبير، وتم احضار إلى سفح المحاصرة الأكباش ثم اخترقت الجدران بقوة النطح، الرماة يتولون دائما حراسة عربات الاختراق وأسلحة الحصار بالإضافة إلى الجنود الذين نقلوها
الخليفة عمر هو أول الحكام المسلمين الذي نظم الجيش كمؤسسة في الدولة، وقد عرض هذا الإصلاح في 637 م.
كان في البداية يتكون من قبيلة قريش والأنصار، وهذا النظام أخذ ينمو تدريجيا ليشمل الجزيرة العربية كلها ثم المسلمين كلهم من الأراضي التي فتحت سجل جميع البالغين الذين يمكن أن يحاربوا في لوائح وكانوا على استعداد للحرب، وحدد جدول مرتبات ثابتة.
كل الرجال عرضة للتسجيل في الخدمة العسكرية، وكانوا ينقسمون إلى فئتين، هما:
- الرجال الذين يشكلون الجيش النظامي
- والرجال الذين يعيشوون في بيوتهم، ولكن يتم استدعائهم كلما دعت الحاجة.
تدفع الأجور في بداية شهر محرم، والعلاوات تدفع أثناء موسم الحصاد.
كانت معظم المرتبات تدفع للجيش نقدا، وخلافا لكثير من الأنظمة السياسية في فترة ما بعد الرومان في أوروبا، منح الأراضي، أو منح حق جمع الضرائب مباشرة من الناس، كان ذا أهمية ثانوية فقط، والنتيجة الرئيسية لهذا هو أن الجيش يعتمد مباشرة على الدولة، وبدوره، يعني أن الجيش يسيطر على أجهزة الدولة.
ترقيات الجيش، تكون على حسب مدة الخدمة أو الميزات الاستثنائية، كان ولوج الضباط إلى القيادة بالتعيين وليس الرتبة، تم تعيين ضباط لقيادة المعركة أو الحملة، وبعد أن تنتهي العملية، فإنك قد تجد الضباط في الصفوف من جديد.
أعطيت الإجازات للرجال في فترات منتظمة، القوات المتمركزة في أماكن بعيدة منحت الإجازة كل أربعة أشهر.
كان برفقة كل فيالق الجيش ضابط من الخزانة، ومحاسب، وقاضي، وعدد من المترجمين إلى جانب عدد من الأطباء والجراحين، البعثات العسكرية أجريت وفقا للمواسم، البعثات في البلدان الباردة كانت خلال فصل الصيف، وفي البلدان الحارة تجري في فصل الشتاء، في الربيع أرسلت القوات عامة إلى الأراضي التي كان لها مناخ صحي وجيد.
وفقا للتعليمات كل جندي مطلوب منه أن يحفظ معه العديد من الأمور الشخصية للحاجة، وتشمل هذه الأمور إبرة وبعض القطن وجدل ومقص وحقيبة تغذية.
صدرت تعليمات خاصة عن الخليفة عمر يؤكد فيها على تدريس أربعة أشياء للجنود، وهي: ركوب الخيل والرماية والمشي حفاة والسباحة،
عندما يكون الجيش في حالة مسير، يتوقف دائما في أيام الجمعة، عندما يحين شهر مارس، يتم تعديل عدد ساعات المسير بشكل لا يسمح بانهاك القوات، ويتم اختيار مراحل المسير حسب توافر المياه وغيرها من الضروريات، إحدى السمات البارزة للحركة الكبيرة لهذا الجيش هو أنه كان مستقلا عن خطوط الاتصال. وراءه لا يمتد أي خط امداد، لأنه ليس لديه قواعد لوجيستية، لا يمكن لأي جيش آخر أن يقطع عليه لوازمه، لأنه ليست لديه مستودعات إمداد، لكن عند مقر المؤسسة العسكرية الإسلامية، كان هناك مستودعات للغذاء والأسلحة.
كانت جميع المواد الغذائية تجمع في مكان واحد ومخبا للجيش، لا يحتاج ذلك الجيش إلى طرق للمسير، لأنه لم يكن يتوفر على عربات، حيث كان كل شيء يحمل على ظهر الجمال.
وبالتالي فإن هذا الجيش استطاع الذهاب إلى أي مكان في الأرض ما دام يستطيع الرجال والحيوانات المشي فيه، سهولة الحركة وسرعتها أعطت المسلمين فارقا هائلا على الجيش الروماني وعلى الجيش الفارسي.
عادة ما سار هذا الجيش مثل القافلة، وأعطى انطباعا كتلة غير مخترقة؛ من وجهة نظر الأمن العسكري لقد كان ذلك الجيش غير مهدد. يتقدم الحراس القافلة مسبقا ويتألفون من فوج أو أكثر، ثم يأتي الجزء الرئيسي من الجيش، ويعقب ذلك النساء والأطفال، وحملة الأمتعة على الجمال، في نهاية القافلة يتنقل الحراس الخلفيون، في المسيرات الطويلة يتم اقتياد الخيل؛ ولكن إذا كان هناك أي خطر أو هجوم للعدو على المسير يمتطي الخيالة الأحصنة، وبذلك يشكل الفرسان حراس المقدمة أو يسوقون القافلة يتحركون في جناح، وهذا يتوقف على الاتجاه الذي يأتي منه التهديد، في حالة الضرورة، يمكن للجيش بأكمله ان يختفي في غضون ساعة أو اقل، ويكون آمنا على مسافة أبعد من حيث يمر جيش أكبر.
عندما يسير الجيش ينقسم إلى:
- المقدمة أو الطليعة
- القلب أو المركز
- الخلف
- المؤخرة
خلال المسير معظم الرجال يركبون الجمال، والباقي على الأحصنة، وهذا جعل حركتهم سريعة بالمقارنة مع أعدائهم الفرس والرومان، و كان كل قسم تحت قيادة قائد وعلى مسافة نحو 150 متر عن بعضها البعض، كل وحدة عسكرية قبلية كان لها زعيم يسمى عريف في مثل هذه الوحدات يمكنه ان يقود 10 أو 100 أو 1.000 رجل، وهذا ما سيسمى لاحقا بالأفواج، تجمع الأفواج لتشكل قوات أكبر بمرونة، وذلك حسب الوضع، ثم تجمع وحدات العرفاء تحت قيادة رجل يسمى أمير العشر وأمير العشر كان تحت قيادة قائد قسم، الذين كان تحت قيادة القائد العام للجيش، أمير الجيش.
لقد كان فرع التجسس في الجيش الراشدي واحدا من الأكثر تقدما وقد ساهم في الانتصارات المحققة في معظم الانتصارات، نظم سلاح الجاسوسية لأول مرة في الجيش من قبل خالد بن الوليد خلال حملة العراق، في وقت لاحق عندما تم نقله إلى الجبهة السورية نظم أيضا قسما للتجسس هناك؛ أصبح في وقت لاحق جزءا أساسيا من الجيش، وأصبحت له إدارة مستقلة الذي أبقى المخابرات على علم بتحركات العدو وأنشطته، هم وحدة تتألف من السكان المحليين من الأراضي التي فتحت، وكان التنظيم جيد جدا وتدفع الأجور إلى الجواسيس لعملهم. وقد أرفقت الوحدات العسكرية بنوع من الصحفيين، أبقوا الخليفة على علم تام بكل ما يتعلق بالجيش.
المراكز العسكرية المعروفة باسم الجند أنشأها لأول مرة الخليفة عمر، لغرض في إدارة الجيش، هذه المراكز أنشئت في المدينة والكوفة والبصرة والموصل والفسطاط ودمشق والأردن وفلسطين، في هذه المراكز بنيت الثكنات لإقامة القوات، شيدت أيضا اصطبلات كبيرة فيها أربعة آلاف حصان كاملة التجهيز ظلت جاهزة للخدمة تحت اهبة الاستعداد في كل مركز عسكري، وقد تم إرسال التعزيزات للقوات المقاتلة من هذه الجند، جميع السجلات المتعلقة بالجيش احتفظ بها في المراكز العسكرية، وكدلك مخازن الأغذية احتفظ بها في هذه الأماكن ليتم توزيعها من هناك إلى أماكن أخرى.
بالإضافة إلى المراكز العسكرية، أنشئت معسكرات في المدن الكبيرة والأماكن ذات الأهمية الاستراتيجية، وأثناء بناء المعسكرات والثكنات ظهر اهتمام كبير بالمناخ والصرف الصحي، أحكام خاصة تتعلق بالمعسكرات، حيث اصدر الخليفة عمر تعليمات يتوسع عرض الطرق والشوارع.
الاستراتيجية الأساسية لجيوش المسلمين في الأول كانت تتحدد في الغزو على الأراضي القريبة واستغلال كل عيب يمكن استغلاله في جيش العدو من أجل تحقيق النصر بأقل خسائر في الجيش الراشدي، من ناحية العدة والعتاد والعدد والخبرة، كان الجيش الإسلامي دون المستوى بالنسبة للجيش الفارسي والجيش البيزنطي.
خالد بن الوليد، هو أول قائد عسكري مسلم في الخلافة الراشدة يغزو أرضا أجنبية، من خلال حملته ضد الإمبراطورية الفارسية العراق 633-634 والإمبراطورية البيزنطية سوريا 634-638 حيث وضع تكتيكات بارعة واستخدمها بشكل فعال ضد كل من الجيش الفارسي والجيش البيزنطي.
العيب الرئيسي للجيوش الامبراطورية التي واجها المسلمون أنهم ركزوا على حمل الأسلحة والاكثار من المؤن والكثير من الرجال مما جعل حركتهم بطيئة وصعبة أثناء المسير أو عند بدء المعركة، لذا ارتأى خالد بن الوليد استخدام حرية وسرعة تنقل جيشه لاستغلال نقاط ضعف الجيش الفارسي والجيش البيزنطي، في وقت لاحق اعتمد هده الاستراتيجية سائر القياد المسلمين خلال فترة الفتوحات الإسلامية، فعليا جزء صغير فقط من الفرسان كان في الجيش، حيث كان الجيش يمتلك نوعا آخر اسمه الركبان أو راكب يمتطون الجم، خالد بن الوليد ثم الأمراء المسلمون بعده أيضا استفادوا من نوعية جيدة من المشاة المسلمين، والجزء الأكبر منهم كانوا عربا وكانوا ممتازين في فن استعمال السيف المبارزة بالسيف.
أصبحت سلاح الفرسان الخفيف في السنوات الأخيرة من الفتح الإسلامي للشام أهم قسم في الجيش الإسلامي من الناحية الاستراتيجية، أفضل استعمال لسلاح الفرسان الخفيف ظهر في معركة اليرموك حيث استعملهم خالد بن الوليد, الذي كان يعرف اهميتهم وسرعتهم, في قلب اية حالة حرجة لصالحه بمقدرتهم على الضرب ثم الانسحاب ثم اعادة الهجوم مرة ثانية من قلب الجيش أو من الاجنحة، قام خالد أيضا بإنشاء فوج قوي من الفرسان واحتوى على المحاربين ذوي خبرة كبيرة شاركوا في حملة العراق وحملة سوريا، المؤرخون المسلمون الأوائل اعطوا اسما لدلك الفوج وهو طليعة متحركة، كانت الطليعة المتحركة تستعمل كحراس لتحركات العدو وقوة ضرب لصفوف الجيوش المواجهة بسرعته وقوته كان يعطي المسلمين يدا عليا لتنفيذ المناورات ضد أي جيش بيزنطي، بهده القوة المتحركة الضاربة أصبح فتح سوريا أمرا سهلا.
طور خالد أيضا استراتيجية ملفتة أخرى وتلاه في تطبيقها باقي الأمراء المسلمين وهي عدم الابتعاد عن الصحراء طالما هناك قوات قرب الخطوط الخلفية أو نحو طريق الصحراء، وهذه الاستراتيجية واضحة ومفهومة لأنه في حالة اذا ما هزم المسلمون فسوف تكون الصحراء طريق هرب آمنا، والصحراء ليست ملاذا آمنا فحسب حيث لن تتجراء الجيوش الفارسية أو البيزنطية على عبورها أو دخولها بحثا عن فارين بل هي منطقة حرة سيتمكن فيها المسلمون بالحركة بسرعة بواسطة الركبان الذين يستعملون الجمال واختيار هدفهم ثم القضاء عليه، لذا تبعا لهذه الخطة فخالد بن الوليد لم يقحم قواته في معارك بعيدا عن الصحراء في سوريا والعراق فلم يقطع أعدائه عليه الطرق نحو الصحراء. هناك ميزة أخرى للبقاء قرب الصحراء وهي البقاء على اتصال بالخليفة في المدينة وتسهيل وصول المراسلين والامدادات.
عندما أرهق البيزنطيون ودمرت الإمبراطورية الفارسية أصبح الأمراء المسلمين في عهد الراشدين أحرارا باستعمال أية خطة أو استراتيجية لهزم القوات المعادية لكنهم غالبا ما استعملوا مناورات سريعة لمنع تركيز عدد كبير من القوات ولمواجهة الجيوش الكبيرة التي تفوقهم عددا.
وزع الخليفة أبو بكر على أمرائه المهمات، والمنطقة الجغرافية التي ستجري فيها المهمة، والموارد التي يمكن أن تتاح لهذا الغرض ثم ترك الأمر للقادة لانجاز عملهم بأي طريقة حسب اختيارهم.
لكن الخليفة عمر في وقت لاحق من الخلافة قام بقيادة مباشرة للأمراء فأعطاهم مكان اقامتهم ومتى يحين الانتقال إلى الهدف التالي ومن الذي من شأنه قيادة اليسار أو اليمين من الجيش وخاصة أثناء المعركة. جعل هذا الغزو بوتيرة أبطأ نسبيا لكان الحملات كانت منظمة تنظيما جيدا، الخليفة عثمان عمل بنفس طريقة أبو بكر: يعطي المهمات لأمراء الحرب ثم يترك لهم الكيفية التي سوف تنجز، الخليفة علي تتبع هذا الأسلوب أيضا.
المبدأ الأساسي للقتال في القرآن هو أن المجتمعات الأخرى ينبغي أن يعامل كل مجتمع على حدة، القتال يبرره الشرع في حالة دفاع عن النفس أو لمساعدة المسلمين أو بعد انتهاك أحكام معاهدة، ولكن يجب أن تتوقف إذا كانت هذه الظروف قد اختفت، أعطى محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حياته الأوامر بمختلف القوى والممارسات المعتمدة ضمن قوانين الحرب، أهم هذه القوانين ذكرها أبو بكر، وذلك في شكل عشر قواعد للجيش الإسلامي:
المبدأ الأساسي للقتال في القرآن هو أن المجتمعات الأخرى ينبغي أن يعامل كل مجتمع على حدة، القتال يبرره الشرع في حالة دفاع عن النفس أو لمساعدة المسلمين أو بعد انتهاك أحكام معاهدة، ولكن يجب أن تتوقف إذا كانت هذه الظروف قد اختفت، أعطى محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حياته الأوامر بمختلف القوى والممارسات المعتمدة ضمن قوانين الحرب، أهم هذه القوانين ذكرها أبو بكر، وذلك في شكل عشر قواعد للجيش الإسلامي:
لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له.
هذه الأوامر تم طبيقها من قبل الخليفة الثاني عمر، الذي حكم خلال 634-644 أهم الفتوحات الإسلامية التي جرت، بالإضافة إلى ذلك، خلال معركة صفين، قال الخليفة علي أن الإسلام لا يسمح للمسلمين بقطع إمدادات المياه لعدوهم، بالإضافة إلى أقوال الخلفاء الراشدين، الأحاديث النبوية تشير إلى أن ذكر ما يلي فيما يتعلق الفتح الإسلامي لمصر.
قادة جيش الخلفاء الراشدين
- خالد بن الوليد
- عمرو بن العاص
- أبو عبيدة بن الجراح
- سعد بن أبي وقاص
- يزيد بن أبي سفيان
- ضرار بن الأزور
- القعقاع بن عمرو التميمي
- عاصم بن عمرو التميمي
- شرحبيل بن حسنة
- هاشم بن عتبة
- المغيرة بن شعبة الثقفي
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar