من صفات عباد الله الصالحين الجزء الرابع
﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) (الفرقان) عباد الرحمن مع طاعتهم وتمسكهم بكل ما هو خير لهم في الدنيا والآخرة، وقد مر بنا من صفاتهم: أن المشي الْهَوْنَ من طبيعتهم، وسلامهم على من يجهل عليهم من شيمهم، وتهجد الليل سجدًا وقيامًا من عادتهم.
وهم مع هذا يخافون النار وعذابها ولهيبها وسعيرها، فهم يستجيرون برب النار ليعافيهم منها، وحالهم كحال من قال الله فيهم: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) (المؤمنون)، ولنا أن نعذر عباد الرحمن لشدة خوفهم من النار؛ لأننا نقرأ في تفسير ابن كثير رضي الله عنه أنه: (إذا طُرح الكافر في النار هوي فيها، فإذا انتهى إلى بعض أبوابها، قيل له: مكانك حتى تُتحف، قال: فيُسقى كأسًا من سُم الأساود- نوع من الحيات والعقارب- قال: فيتميز الجلد على حدة، والشعر على حدة، والعصب على حدة، والعروق على حدة).
ونقرأ في تفسير القرطبي رضي الله عنه حول قوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) (إبراهيم)، ست مراحل من العذاب، وجاءني في التفسير (وقيل: إنه لا يبقى عضو من أعضائه إلا وُكِّلَ به نوع من العذاب، لو مات سبعين مرةً لكان أهون عليه من أي نوع منها؛ إما حية تنهشه، أو عقرب تلسعه، أو نار تسنعه، أو قيد في رجله، أو غل في عنقه، أو سلسلة يُقرن بها، أو تابوت يكون فيه، أو زقوم.. أو حميم.. أو غير ذلك من العذاب).
ولنا كذلك أن نعذر عباد الرحمن لشدة خوفهم من النار؛ حين نقرأ قول الله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) (الحج).
ويبقى أن أقرأ معك آيتي سورة (المعارج) ﴿كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) أي: يُنزع جلد الرأس نزعًا.
خلاصة
لم يبقَ إلا أن نقول بلسان.. الخائف.. الوجل.. الذليل.. المخبت.. الأواب "ربنا اصرف عنا عذاب جهنم"، ويكون هذا بنا في كل وقت وعلى كل حال.
عدل سابقا من قبل Amer في الإثنين 31 مايو 2010 - 17:59 عدل 5 مرات
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar