صورة من سوريا : اللهم أعنا على الصيام والقيام وإٍسقاط النظام
كشف سوري عن رحلته مع التعذيب داخل
المعتقل لأكثر من شهر بعد أن تجرأ ودعا إلى الاحتجاج في سوريا، وقبل أن
تنطلق شرارة الاحتجاجات في عموم سوريا بحلول منتصف مارس ولا تزال مستمرة
حتى بعد شهور من اندلاعها، حيث شارف عدد القتلى على بلوغ نحو ألفي قتيل.
ويقول غسان ياسين، (35 عاما) في تصريحات نشرتها صحيفة
"الشرق الأوسط" الثلاثاء، إن الكلمات تعجز عن وصف ما تعرض له خلال 35 يومًا
أمضاها في معتقل تحت الأرض، مضيفًا "مهما حاولت وصف ما جرى ستكون الكلمات
عاجزة عن إيصال الصورة لكم.. إنها جهنم"، بحسب تعبيره.
وتابع ياسين المتواري عن الأنظار حاليا في سوريا بنبرة
حزينة تحشرجت معها كلماته وتقطعت – بحسب الصحيفة-: "لم أكن أتصور أن كل هذا
الحقد والبشاعة موجود. السجانون كأنهم بلا قلوب وبلا مشاعر، يتفننون في
اختراع أساليب التعذيب والشتائم والإهانات"، موضحًا أن ما حدث له خلال أيام
اعتقاله سيظل محفورا في ذاكرته طيلة حياته، ولكنه لا يهاب أبدا الاعتقال
مجددا وهو ما يجعله يشارك في كل المظاهرات الحاشدة التي تنطلق ضد نظام بشار
الأسد.
تعود قصة اعتقال ياسين، الذي يعمل في مجال التسويق الإعلاني
ولديه مكتب خاص في مدينة حلب التي ينتمي إليها، إلى يوم 10 فبراير حين ظهر
على تلفزيون "أورينت" قائلا: "سأنزل للشارع وأتظاهر في يوم قريب. أنتظر
فقط انتهاء الثورة المصرية. لا نريد إسقاط النظام، لأننا نحب بلدنا ولا
نريد نقطة دم واحدة أن تسيل في شوارعها"، ولكنها كانت الكلمات التي قلبت
حياته رأسا على عقب. فبعدها بخمسة أيام داهمت عناصر الأمن السياسي منزله،
لكنه لم يكن موجودا، ليهرب بعدها إلى دمشق؛ حيث بقى يومين قبل أن يتم
اعتقاله في منطقة باب توما أثناء خروجه من مقهى إنترنت، ثم اقتيد إلى مكان
لا يعلمه؛ وإن كان يعلم بقينا أنه مقر أمني.
وعندما دخل استقبله الضابط المسئول بقوله: "لا تخش شيئا نحن
في دولة مؤسسات، دولة يحكمها القانون"، وبعد تحقيق معه لساعات متواصلة،
أنزل ياسين لمكان في الطابق السفلي من المعتقل، الذي علم بعد ذلك أنه مقر
لفرع أمني في منطقة كفر سوسة بدمشق، حيث تم إعطاؤه ثياب السجن الزرقاء
الشهيرة ليقبع في زنزانته الفردية ذات الرقم "9"، حيث يقول: "ومن يومها صار
اسمي عندهم تسعة".
وأضاف: "بقيت ثلاثة أيام لا يفتح الباب إلا لدخول الطعام
الذي لم أتذوقه أبدا، وحين الخروج للحمامات مرتين في اليوم فقط"، وتابع:
"لم أكن أستطيع النوم. كان الهدوء مخيفا.. ضاعت مني بوصلة الساعات والأيام،
ولم أكن أعرف الصباح من المساء.. اللحظات كلها متشابهة، كنت أتمنى سماع أي
صوت حتى أشعر أني ما زلت على قيد الحياة".
وفي اليوم الرابع فتح باب المعتقل رقم "9"، لتبدأ معه
التحقيقات مجددًا، حيث واجه تهمة إثارة ثورة في البلاد عبر قيادته الجمعية
السورية لمكافحة الفساد التي لم تكن أصلا سوى مكان للنقاش على الإنترنت.
ويروي ياسين تفاصيل التعذيب داخل المعتقل، حيث كان "يأتي
ثلاثة أفراد ليجلسوا فوقي؛ واحد عند الكتفين، وواحد عند الظهر، والثالث عند
قدماي، ويبدأ الضرب المبرح حتى تسيل الدماء من أصابعي، وكلما ارتفع صوت
صراخي وصوت آلامي، كانت تزداد قوة الضربات، عرفت في ما بعد أنه يتلذذ بصوت
المعذبين. يستمر الضرب حتى أفقد الوعي فيحملني الثلاثة ويضعونني عاريا في
برميل فارغ، ويفتح فوقي الماء البارد ببطء شديد لتنزل فوقي قطرات الماء
كأنها رصاصات قاتلة حتى يمتلئ البرميل".
وتابع قائلا: "أكون حينها قد استيقظت من غيبوبتي، فيحملونني
مرة أخرى لغرفة التعذيب ليواصل المحقق هوايته المفضلة بسماع صوتي وأنا
أتألم من شدة الضرب حتى أفقد الوعي مرة ثانية، حينها يحملونني إلى زنزانتي
كما لو أنهم يحملون خروفا مسلوخا ويلقون بي في أرضية الزنزانة"، ثم تابع
بصوت يغلبه التماسك: "أقسم أنك لن تفهم.. فما يحدث بالمعتقلات لا يمكن وصفه
على الإطلاق".
ويضيف ياسين أن ما هو أصعب من التعذيب الجسدي، كان التعذيب
النفسي؛ حيث كان يتم إخباره بأن أباه وأمه وبعض أقاربه يعذبون في غرف
مجاورة لإجباره على الاعتراف.
ثم انقلبت سوريا رأسا على عقب، وخرجت المظاهرات في كل المدن
السورية، وهو ما انعكس تماما داخل المعتقل، حيث يقول ياسين: "كان هناك
توافد كبير جدا من المعتقلين، حتى إن الزنازين لم تكفِ، فقرروا أن يضعوا كل
3 في واحدة منفردة"، وأوضح أن معظم المعتقلين تعرضوا لحفلات تعذيب قاسية
ربما تفوق ما تعرض له هو عبر الخمسة والثلاثين يوما، حيث يصف كيف كانت
أصوات آلام المعذبين تدوي في جنبات المعتقل.
وفي 21 مارس وجهت لياسين التهم الرئيسية؛ وهي: إنشاء جمعية
الهدف منها النيل من هيبة الدولة، ومراسلة جهات أجنبية معادية بهدف زعزعة
الاستقرار، وإثارة النعرات الطائفية.
وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف مارس أسفرت عن مقتل
حوالى 1500 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفا بينهم عدد كبير تعرض للضرب
والتعذيب، فضلاً عن نزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الإنسان.
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar