محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله
محمد سعيد رمضان البوطي، ولد في 1347 وتوفي 1434 هجري، الموافق 1929 - 2013 ملادي، عالم سوري متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، حظي باحترام كبير من قبل العديد من كبار العلماء في العالم الإسلامي،
اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عام 2004 ليكون «شخصية العالم الإسلامي»، باعتباره شخصيةً جمعت تحقيقَ العلماء وشهرةَ الأعلام، وصاحبَ فكرٍ موسوعيّ، واختاره المركز الإسلامي الملكي للدراسات الاستراتيجية في الأردن في المركز 27 ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيراً في العالم لعام 2012، ويُعتبر من أهم من يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة.
وُلد في قرية جليكا في تركيا، ثم هاجر مع والده الشيخ ملا رمضان إلى دمشق. تأثر بوالده كثيراً الذي كان بدوره عالم دين وأحد شيوخ الصوفية، حفظ القرآن وهو في السادسة من عمره، وتلقّى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق، ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشري وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة.
عاد إلى دمشق ليعمل مدرساً فعميداً في جامعة دمشق، ترك أكثر من ستين كتاباً في علوم الشريعة، والآداب، والتصوف، والفلسفة، والاجتماع، ومشكلات الحضارة، كان لها أثرٌ كبيرٌ على مستوى العالم الإسلامي.في فترة أحداث سوريا 2011-2013 أصبحت مكانة البوطي في العالم الإسلامي مثاراً للجدل والخلاف بسبب موقفه الرافض للثورة السورية، ودعمه لنظام الرئيس بشار الأسد، انتهت بتعرّضه للاغتيال يوم 21 مارس 2013، الذي اتفقت المعارضة والنظام السوري على إدانته، وأثار موجة تنديد كبيرة على مستوى العالم، وقد اتهمت المعارضة النظامَ بتدبير الاغتيال بعد ورود أنباء عن عزم البوطي على الانشقاق وتغيير موقفه من الثورة السورية، والهجوم على النظام.
بينما اتّهم النظام السوري المعارضةَ باغتياله واصفةً إياهم "بأصحاب الفكر الظلامي التكفيري".
وُلد البوطي في عام 1347 هـ الموافق 1929 في قرية "جليكا" التابعة لجزيرة ابن عمر المعروفة بجزيرة بوطان، والتي تقع على ضفاف نهر دجلة عند نقطة التلاقي بين حدود سورية والعراق وتركيا. ولما بلغ من العمر أربعة سنوات هاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933 بسبب "اضطهاد أتاتورك" وانتشار الفكر الكمالي.
تُوفيت والدته وعمره 13 عاماً، فتزوج والده من زوجة أخرى، من أسرة تركية، فكانت سبباً في إلمامه باللغة التركية بالإضافة إلى اللغة الكردية والعربية، تزوج وهو في الثامنة عشر، وله من الأولاد ستة ذكور وبنت واحدة.
تأثر البوطي منذ صغره بوالده الشيخ ملا رمضان الذي كان بدوره عالم دين وأحد شيوخ الصوفية، فقد كان والده معلّمه الأوحد، إذ علَّمه أولاً مبادئ العقيدة، ثم موجزاً من سيرة النبي محمد، ثم أخذ يعلمه مبادئ علوم الآلة من نحو وصرف، وسلَّكه في طريق حفظ ألفية ابن مالك في النحو، فحفظها في أقل من عام، ولم يكن قد ناهز البلوغ بعد. ولما بلغ السادسة من عمره عهد الشيخ ملا رمضان بولده إلى امرأة كانت تعلم الأطفال قراءة القرآن، فكانت تُعلِّمه القرآن وتلقنه إياه حتى ختم القرآن عندها خلال ستة أشهر.
التحق بعدها بمدرسة ابتدائية في منطقة ساروجة، أحد أحياء دمشق القديمة، ولم تكن تلك المدرسة تعنى إلا بتعليم الدين ومبادئ اللغة العربية والرياضيات.
بعد انقضاء المرحلة الابتدائية التحق بجامع منجك عند الشيخ حسن حبنكة الميداني. وفي تلك الفترة ارتقى منبر للخطابة ولم يكن قد تجاوز بعد 17 من عمره، وذلك في أحد مساجد الميدان القريبة من جامع منجك. وفي عام 1953 أتمّ دراسته في معهد التوجيه الإسلامي عند الشيخ حسن حبنكة.
وفي عام 1953 ذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية في الأزهر. عاد بعدها لدمشق بعد حصوله على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة بالأزهر عام 1955. ثم حصل على دبلوم التربية من كلية اللغة العربية في الأزهر عام 1956.
شغل البوطي عدّة مناصب أكاديمية في حياته، فبعد حصوله على الشهادة من جامعة الأزهر عُيّن مُعيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960م، ثمّ أُوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965م، وفي نفس العام عُين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ثم أصبح أستاذاً مساعداً، فأستاذاً، ثم في عام 1975 عُيّن وكيلاً لكلية الشريعة فيها، ثم في عام 1977 عُيّن عميداً لها، ثم رئيساً لقسم "العقائد والأديان".
خلال هذه الفترة وحتى عام 1981 كان بعيداً عن المحافل العامة، وكان مكتفياً بالمجال الأكاديمي بالإضافة إلى درسين أسبوعيين في مسجد السنجقدار، لينتقل بعدها إلى مسجد تنكز ثم إلى مسجد الإيمان في دمشق. وكان له دروس أخرى في مسجد والده الشيخ ملا رمضان البوطي وفي المسجد الأموي.
اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة، وحاضر في معظم الدول العربية والغربية من أبرزها محاضرته في مجلس البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن حقوق الأقليات في الإسلام سنة 1991 كما شارك كمستشار في بعض لقاءات المجمع الفقهي الإسلامي، كان عضواً في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وعضواً في جمعية نور الإسلام في فرنسا، وكان عضواً في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمّان، وفي المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد، وعضواً في المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي. تولى إمامة الجامع الأموي بدمشق والإشراف على النشاط العلمي فيه، كما كان رئيس اتحاد علماء بلاد الشام.
مثّل البوطي التوجه المحافظ لمذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة، وقد عُدّ البوطي من أهمّ من دافع عن عقيدتهم في وجه الآراء السلفية، وقد ألف في الموضوع كُتُباً مثل: «السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي» و«اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية». كما ويُعد البوطي من علماء الدين السنة المتخصصين في العقائد والردّ على الفلسفات المادية وقد ألف كُتُباً عنها مثل: «أوروبا من التقنية إلى الروحانية، مشكلة الجسر المقطوع»، و«نقض أوهام المادية الجدلية»، هاجم فيه الفكر الشيوعة والإلحادي.
ومن الناحية السياسية، فقد ربط البوطي علاقة مع النظام السياسي الحاكم في سورية منذ عهد الرئيس حافظ الأسد خاصة في بداية التسعينيات حيث ظهر حينها ضمن وسائل الإعلام السورية الرسمية، وكان على علاقة شخصية بحافظ الأسد عندما طلب الرئيس اللقاء بالبوطي إثر قراءته لبعض كتبه.
وأصبح يستدعيه بين الحين والآخر في جلسات طويلة، وقد كان من أبرز نتائج تلك اللقاءات استجابة الرئيس لطلبه إذ أطلق سراح عدد كبير من المعتقلين، وفتح المجال لعودة الذين خرجوا بسبب أحداث المواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى معالجة كثير من القضايا الأخرى المتعلقة بالمعاهد الشرعية والإعلام والكتب الإسلامية. كما سبّب وقوفه مع النظام السوري في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين كثير من الانتقاد آنذاك، إذ ظل منذ أحداث مدينة حماة في 1982 ينافح عن شرعية حكم عائلة الأسد، وعدم جواز الخروج عليها لأن الحاكم فيها لم يصل إلى الكفر البواح (أن يعلن جهاراً الكفر، وخروجه عن الإسلام)، وقد سبّب ظهور كتابه «الجهاد في الإسلام» عام 1993 في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التيارات السياسية ذات التوجهات الإسلامية، بسبب نبذه للعنف في التغيير، وتحريمه للخروج على الحاكم إلا إن ثبت كفره.
وفي عهد الرئيس بشار الأسد، بقيت العلاقة قويّة بين البوطي والنظام، مما عكس تأثيراً للبوطي في بعض النواحي الحياتية، مثل التراجع عن القرار بمنع توظيف المنقبات في سلك التربية والتعليم. وإلغاء الامتياز الوحيد لكازينو سوري افتُتح على طريق المطار. ك
ما أقرّ تأسيس محطة فضائية لترويج الفكر الديني، كان يشرف عليها البوطي، وسُمّيت بـ«نور الشام». ويرى مراقبون أن تقارب البوطي مع السلطة السياسية في سوريا كان له تأثير في المحافظة على سياسة سوريا المتعلقة بدعم حركات المقاومة في فلسطين، وكان البوطي يبتعد عن السياسية بشكل عام ويحث الدعاة على ترك الخوض فيها. وكان من موقعي بيان يؤيد قرار الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان بعد تعليقات للبابب التي أساءت للمسلمين.
خلال فترة الاحتجاجات السورية 2011 رفض البوطي الحراك الشعبي وانتقد المحتجين ودعاهم إلى «عدم الانقياد وراء الدعوات مجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا»، ووصفهم بقوله «تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئًا اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا»، واصفاً التظاهرات أنها «باتت تؤدي إلى أخطر أنواع المحرمات»، وانتقد أيضاً القرضاوي (الذي كان يدعو الناس للتظاهر) وقال إنه «اختار الطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة». كما دافع البوطي في عدد من تصريحاته عن النظام السوري الذي يواجه بحسبه "مؤامرة خارجية" تقودها إسرائيل، وأشاد بالدور الذي يقوم به الجيش النظامي، مع تأكيده في فتاويه على «حرمة قتل المتظاهرين حتى لو كان جبراً».
وتسببت هذه التصريحات التي وُصفت بأنها "معادية" للثورة، بانتقادات حادة وأعداء كثر للبوطي، حتى صنفه البعض ضمن فئة "علماء السلطان"، وذلك سبّب أن قام المتظاهرون بإحراق كتبه في جمعة أحفاد خالد. بينما كان البعض الآخر يلتمس للبوطي أعذاراً بدعوى أنه كان واقعاً تحت التهديد من قبل النظام السوري.
قُتل الشيخ البوطي يوم الخميس 21 مارس من عام 2013 الموافق 9 جمادى الأولى من عام 1434 هـ، وذلك أثناء إعطائه درساً دينياً في مسجد الإيمان بحي المزرعة في دمشق، فبحسب الرواية الرسمية، فإن تفجيراً انتحارياً قد أودى بحياة البوطي و42 شخصاً من بينهم حفيده بالإضافة إلى إصابة 84 آخرين بجروح.
بينما نشر مجلس قيادة الثورة في دمشق مقطع فيديو لاحقاً في تاريخ أبريل 2013 على الإنترنت قال إنه يظهر لحظة مقتل البوطي، حيث يظهر الفيديو الشيخ البوطي وهو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره، ثم يسارع شخص إليه، حاجباً الصورة عن الكاميرا التي كانت تصور الحلقة، وينصرف بسرعة مخلفاً الشيخ البوطي والدماء تسيل من رأسه، وهو ما يرى ناشطون أنه يرجح فرضية اغتيال البوطي بالرصاص وليس بالانفجار.
ونفى الدكتور توفيق رمضان نجل الشيخ البوطي في مقابلة تلفزيونية في اليوم نفسه حدوث أي إطلاق نار في المسجد بناء على تجميع روايات الناجين من التفجير، وأكد أن أباه قضى بالتفجير الذي نفذه انتحاري.
وقد تبادل كلٌّ من النظام والمعارضة الاتهامات على الرغم من إدانة كلا الطرفين للحادث. وقال الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي المعارض للنظام أن البوطي كان على وشك الانشقاق، وأنه كان ينوي إعلان موقفه والهجوم على النظام، وأن عملية الاغتيال نفذها النظام السوري بعد أنباء تسربت عن نية عائلته السفر خارج سوريا.
وقد اتّهمت بعض المواقع الإخبارية الشيخ يوسف القرضاوي بالتحريض على قتل البوطي عندما دعا في فيديو نُشر له إلى "قتل جميع من يعملون مع السلطة من عسكريين ومدنيين وعلماء دين"، فيما نفى يوسف القرضاوي ما نُشر من "مزاعم تتهمه بالتحريض".
وقد شُيّع جثمان البوطي يوم السبت 23 مارس 2013 من منزله في دمشق، وصُلّي عليه في المسجد الأموي، ثم دُفن بجانب قبر صلاح الدين الأيوبي المحاذي لقلعة دمشق قُرب المسجد الأموي. وقد حضر الجنازة ممثلون من إيران ولبنان والأردن. كما أعلن يومَ السبت الموافق 23 مارس لسنة 2013 يومَ حداد عام في سورية على الشيخ البوطي ومن سقط معه.
ترك البوطي أكثر من 60 مؤلفّاً في مختلف المجالات،
|
|
الإنسان مسير أم مخير؟
الحوار سبيل التعايش (ندوات الفكر المعاصر).
السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي.
التغيير مفهومه وطرائقه (ندوات الفكر المعاصر).
رواية ممو زين.
هذا والدي.
الإسلام ملاذ كل المجتمعات الإنسانية.
فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة.
عائشة أم المؤمنين.
مدخل إلى فهم الجذور.
مسألة تحديد النسل وقاية وعلاجاً.
دفاع عن الإسلام والتاريخ.
المذهب الاقتصادي بين الشيوعية والإسلام.
في سبيل الله والحق.
حقائق عن نشأة القومية.
في الحديث الشريف والبلاغة النبوية.
من سنن الله في عباده.
دور الأديان في السلام العالمي.
الأحد 10 مارس 2024 - 17:52 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر جمادى الثانية عام 1445هـ الموافق دجنبر 2023م يناير 2024م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 15 ديسمبر 2023 - 20:42 من طرف omar
» وفاة العلامة العياشي أفيلال المغرب تطوان عن عمر يناهز 82 سنة
الإثنين 11 ديسمبر 2023 - 12:48 من طرف weink
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذي الحجة عام 1444هـ الموافق يونيو يوليوز 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الجمعة 23 يونيو 2023 - 19:25 من طرف omar
» في عيد المقاومة ويوم التحرير لفلسطين عهدٌ ووعدٌ
الإثنين 29 مايو 2023 - 19:56 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر ذو القعدة عام 1444هـ الموافق ماي يونيو 2023م GMT+1 شمال المغرب تطوان
الخميس 25 مايو 2023 - 21:28 من طرف omar
» الجنرال محمد بريظ، المفتش العام الجديد للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
الأحد 23 أبريل 2023 - 17:05 من طرف omar
» محمد بن سلمان آل سعود
السبت 22 أبريل 2023 - 23:28 من طرف omar
» الفنان السوري محمد قنوع توفي مساء اليوم السبت، في إثر احتشاء في عضلة القلب، عن عمر ناهز الـ 49 عاماً
السبت 22 أبريل 2023 - 22:44 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شوال عام 1444هـ الموافق أبريل ماي 2023م بتوقيت +1 GMT المغرب تطوان
السبت 22 أبريل 2023 - 21:21 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر شعبان عام 1444هـ الموافق فبراير مارس 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الإثنين 27 فبراير 2023 - 22:50 من طرف omar
» حـصة أوقات الـصلاة لـشهر رجب عام 1444هـ الموافق يناير فبراير 2023م GMT+1 المغرب تطوان
الخميس 26 يناير 2023 - 19:00 من طرف omar